المساهمات : 168 تاريخ التسجيل : 17/03/2014 العمر : 64 الموقع : إرهاصات قلم
موضوع: محمد خالد بديوي وقصة: عصا الأعمى الإثنين أبريل 06, 2020 12:59 am
قص متقن. أدواته سليمة.. إتقان في التقاط صور المشهد براعة في الحبك..وسرد يشد بالمتلقي من الحرف الى الحرف. قفلة كانت مؤثر .. كأنها طعنة خنجر.. وكأنه كان محكوم بهذه الطعنة ولا يدري متى التنفيذ. وها هو يعلن رغم عطاءه الكثير عن خسارته لكل شئ. حتى بصره.. وسنوات قضاها في التحرير.
{{الحجرة المعتمة ..لا يكاد يدرك الشيخ رابح أنه يسكنها فتحويه..أو تسكنه الحجرة فتخفي ألاما فيه..}}
غاية في الوجع والعذوبة ..أنه مزج ينتج (الحزن اللذيذ) حزن تجده طازجا في كل لحظة تلمسه فيها..او يلمسك الحزن فيها. وهذا ما اعتدنا عليه من صور رديئة وسيئة لدولنا وحكومتنا وأنظمتنا.. زمن الفساد والرويبضة.. يكرم اللصوص والمفسدين، وينسى مثل هذا الشيخ الذي أعطى حتى صار من المستحيل أن يستمر رغم رغبته. الجسد لن يعينه وهو يتلمس الدرب بعصاه ..
{{ ثم قال لها: ناوليني .. عصاي والعباءة تلك.. أنا يا بنيتي ذلك السجين الأبدي.. حجزوا عيني ذات مرة..ثم منحوا جسمي البراءة.. فكيف سأجتاز الحواجز؟ كيف أخطو؟ لقد منحوني ـ بنيتي ـ جرحا دفينا وعصا.. هذه المرة لا أدري إذا كنت سأعود! فخذي جرحي وأحزاني فربما ..لن أعود..}}
يا لها من مأساة كأنها هوة سحيقة تبتلع الأوفياء ومن نذروا أنفسهم لأوطانهم هوة تبتلع كل ما صنعه هؤلاء الشرفاء.. تبتلع آمالهم بكرامة مسلوبة ..وبصر مخطوف.. ورحلة بعيدة .. لا يدري إذا كان سيعود.. فيقول بصوته المبحوح: فخذي جرحي وأحزاني فربما.. لن أعود. اديبنا المكرم محمد الصالح الجزائري أنرتم الحالمة بحروفكم المضيئة.. سعداء بالقراءة لكم ونرجو ان تعودوا إلينا بجديد يروي عطش هذا الركن الأجمل كما أتمنى أن تبقوا على تواصلكم معنا ..هنا .. لأننا سننتظركم دائما بشوق .. بمشاعر الدفء وأمنيات حضوركم الدائم الذي لا ينقطع.