إرهاصات قلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى أدبي ثقافي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقتطفات نقدية وتصحيحية لقصيدة (يا صحبة الروح) للشاعرة/زاهية بنت البحر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الصالح الجزائري

محمد الصالح الجزائري


المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 17/03/2014
العمر : 64
الموقع : إرهاصات قلم

مقتطفات نقدية وتصحيحية لقصيدة (يا صحبة الروح) للشاعرة/زاهية بنت البحر Empty
مُساهمةموضوع: مقتطفات نقدية وتصحيحية لقصيدة (يا صحبة الروح) للشاعرة/زاهية بنت البحر   مقتطفات نقدية وتصحيحية لقصيدة (يا صحبة الروح) للشاعرة/زاهية بنت البحر Emptyالإثنين مارس 17, 2014 10:59 pm

قصيدة مضمّخة بنفحات نورانية إيمانية ، فيها من الحس الصادق ، والتشبث بالأصالة ، والاعتزاز بالانتماء إلى العرب نسبا وإلى الإسلام دينا ، قدر كبير وحظ وفير ، فاختيارها للبحر (البسيط) الذي يعطي الشاعر مساحة تكفي للبوح والاسترسال في التصوير ، فمرونة (مستفعلن وفاعلن ) ثم جعل القافية (فعْلن) مع تمديد في النون ، هذا الروي الهادئ الخفيف ، الذي أضفى على أبيات القصيدة حيوية الحركة ، فجعل الأبيات تنساب في تناغم مموسق بحرفية عالية ... فالشاعرة ـ زاهية بنت البحر ـ تملك قاموسا لغوية ثقيلا ! أضف إلى ذلك تمكنها الجيد من السياقات الفصيحة ، وقدرة هائلة على استدعاء موروثاتنا الثقافية العربية والإسلامية ، فكانت تغرف منها بالقدر الذي يفضي إلى تقوية المعاني وتوضيح الصور ، مع حسن اختيار للألفاظ التي لا تتنافر حروفها حتى تحافظ القصيدة على موسيقاها الخارجية لما لتلك الديباجة من وقع حسن على الأسماع ، دون أن تهمل الإيقاع الداخلي للقصيدة ، فسلامة القصيدة عروضيا أمر يُحسبُ للشاعرة ، ويؤكّد للقارئ حرص الشاعرة على إخراج القصيدة في أبهى حلة وأعذب لحن !

وقبل أن أختم لي بعض الملاحظات البسيطة أوجزها كالآتي:

1 ـ في البيت 18 تقولين:

صَبـرٌ ومـا الصَّبـرُ ذ لٌ فـي شريعَتِـهِـم ْومـا اسْتكَـا نُـوا لظلـمٍ حَــلَّ أوْطـانَـا

فـ (حلّ أوطانا) وجدتُ تركيبه غريبا بعض الشيء ، لأننا نقول (حللت بالمكان) لا حللتُ المكان؟ ولو أدخلت الباء لاختلّ الوزن طبعا ولتغيرت حركة الروي من نصب إلى جرّ ! لذلك تجرّأتُ أن أقرأ البيتَ هكذا:

صَبـرٌ ومـا الصَّبـرُ ذ لٌ فـي شريعَتِـهِـم ْومـا اسْتكَـا نُـوا لظلـمٍ دكّ أوْطـانَـا

وهكذا يكون صبرهم أشد من الأول ، لأن حلول الظلم بأوطان ليس كدكّها ! ولا يكون الصبر شديدا إلا إذا كانت المصائب أشد !

2 ـ وجا في البيت 22 قولك:

المُـوْجـدُوْنَ إذا حَـلَّـتْ بـهِـمْ مَـحَــل ٌمـنْ غـابـة ِالسَّـبـعِ أنعـامَـاً وألبـانَـا

وجدتُ تسكين (باء) السّبُع يوحي بمعان أخرى ، فاللفظ أقرب إلى العدد منه إلى المعنى المقصود أصلا ، لذلك أحبّذ استبداله بـ (الوحْشِ ) أو (الأ ُسْدِ ) فيكون المعنى أسلم!

3 ـ وتقولين في البيت26 :

مَـاخـانَ منـهُـمْ كـريـمٌ عـهـدَه أبَــدَاً فالحُـرُّ يأبَـى جُـحُـودَ العَـهْـدِ كُفـرَانَـا

فلفظة جحود غير مألوفة على هذا النحو ، وإن كان يجوز لك ذلك باعتبار الوفاء بالعهد (نعمة) فالذي يخون العهد جحد نعمة الوفاء به ! والشيء الذي أضعف البيت أكثر وجود (كفرانا) فلم أتمكّن من القبض على المعنى واللحاق بالصورة الكلية للبيت !

4 ـ وفي البيت 31 تقولين:

تَــرَ الحَـيـاة َبـهــدْيِ الله ِخـاشِـعَـة ًوتسـمـع الطَّـيـرَ بالتَّسبـيـحِ يَغشـانَـا

وجدتُ أن( نا) في يغشانا لم تؤدي الغرض وجاءت مُقحمة فشوشت قليلا صفاء الصورة في الذهن ، لأن القارئ يتوقع الضمير المتصل (ها) الذي يعود على الطير أو الحياة ! فلو استبدلت (يغشانا) بـ (نشوانا) أو شيء من هذا القبيل مع وضع (الكون) موضع الطير، فيكون البيت هكذا:

تَــرَ الحَـيـاة َبـهــدْيِ الله ِخـاشِـعَـة ًوتسـمـع الكونَ بالتَّسبـيـحِ نشوانا !

شكرا جزيلا لك أيتها الشاعرة الفذة ، والتي أحترمها كثيرا لأنها علامة مميزة في منتدانا ، وبدون مجاملة أهنئها على لغتها الفصيحة الجميلة ، وشاعريتها الشفيفة الرقيقة…أخوك المقصّر في حقك..الجزائري..

القصيدة:

يا صحبة الروح!


ياصحـبـة َالــرُّوحِ إنَّ البـعـدَ سهَّـدَنـابـعـدَ الـفـراقِ فـهـلْ عُـدْتـم للقيـانَـا
كـانَ الـزَّمـانُ بـنـا يـزهـوْ برفقتِـكُـمْوالنَّـفـسُ تسـجـدُ للرَّحـمـن ِعِرْفـانَـا
حَــنَّ الـفُـؤَادُ لـكـمْ والبـعـدُ عـذَّبَـهُلاكـانَ بعـدٌ رَمَـى فـي القـلـبِ نيـرانَـا
إنَّ الأحـبَّــة َرُغـــمَ الهجرِمـاوَهـنُـواومـا أضَـاع َالـنَّـوى أحْـبـابَ مـوْلانَـا
تـقـزّمَ الـحـبُّ فــي دنـيـا مخـادعـةٍوالديـنُ طالـت بــه الديـمـاتِ دنيـانـا
هَــذِي الـمـآذنُ بالإيـمـانِ عـامــرة ٌمــؤذِّنُ الفـجْـرِ للـخـيـراتِ نـادانَــا
يَامَـنْ مَرَرْتُـمْ علَـى صَحْرَائِـنـا مَـطَـرَاًَسَـلام ُربِّـيْ بـكُـمْ قــدْ جــاءَ ريَّـانـا
فــإنْ سمعْـتُـمْ وعـدْتُــمْ لانعاتـبُـكُـمْبـلْ نفـرش الأرْضَ بالتَّرحِـيْـبِ رَيْحـاَنَـا
هـبَّ الحنيـنُ إلَـى شعبـيْ إلَـى وطـنِـيحُـبَّـاً أنــادِيْ بــه ِأرْضَــاً وسُكْـانَـا
فـي القلـبِ منبـعُـه بالنَّـبـضِ أسمـعـهُفـي الشِّـعـرِ أكتـبُـهُ للمـجْـدِ عُنـوانَـا
حُـبٌّ أحـسُّ بــهِ دفـقَـاً بــلا حُـجُـبٍوقــدْ نعِـمْـتُ بــهِ أرضــاً وخـلانـا
إنَّ الأمُـومَـةَ فــي الإســلامِ مُكْـرَمَـة ٌتربـاً وثـديـاً بـهـا الرَّحـمـن أوصـانـا
تحْـنُـوْ عليـنَـا بـعـطْـف ٍلايُفـارِقُـنَـادفْءُ القلـوبِ بـهِ قــدْ شــعَّ نـورَانَـا
حُــبٌّ تـألَّـقَ لــمْ تُطْـفَـأْ كـواكـبُـهُوقـدْ شَبَبـنـا بــذاكَ الـحُـبِّ فرسَـانَـا
لمْ نخْـشَ سـاحَ الوَغَـى يـومَ اللقـاءِ وإنْبعـدَ الهـنـاءِ رَمَــى هـمَّـاً وأحـزانَـا
وقـدْ حَملـنـا حـنـوطَ الـمـوتِ تـذكِـرَةًكمَـا طلَبْـنَـا بـطـونَ الطَّـيـرِ أكفـانَـا
إنِّـــي أمَـجِّــدُ أنـسـابـاً لأمَّـتـنــاأكـرِمْ بشعـبٍ لنـا مَـا ضَــلَّ أو هَـانَـا
صَبـرٌ ومـا الصَّبـرُ ذ لٌ فـي شريعَتِـهِـمْومـا اسْتكَـا نُـوا لظلـمٍ حَــلَّ أوْطـانَـا
هُـمْ أوليـاء لحـقِّ الدَّهْـرِ مِــنْ زَمَــنٍمِـنْ عَـهْـدِ آدَم َحـتَّـى بـعـثِ موتـانَـا
فـإنْ أرادُوا لصـوتِ الحَـقِّ مِـئْـذ َنَــة ًصَـارَ الغَمَـامُ لـهُـمْ صَـرْحَـاً وأرْكَـانَـا
الـرَّافِـعُـونَ بــحُــبِّ اللهِ رايـتَـهُــمْالـزَّارِعُـوْنَ لخـيْـرِ الـنَّـاسِ بُسـتـانَـا
المُـوْجـدُوْنَ إذا حَـلَّـتْ بـهِـمْ مَـحَــلٌمـنْ غـابـة ِالسَّـبـعِ أنعـامَـاً وألبـانَـا
الذَّابـحُـوْنَ عـلـى عُـسْـرٍ ومَـيْـسَـرَةفازَالسَّـخَـاءُ بـهِـمْ كـفــاً وخِـلانَــا
المُـوْقِـدُوْنَ لأجــلِ الضَّـيـفِ نـارَهُــمُماأطفـئَـتْ نـارُهـم بُـخْـلاً ونُـكْـرَانَـا
هَـزُّوْا العُـرُوْشَ وطالُـوا النَّجْـم َمُتَّقِـقَـدَاَبالشِّـعْـرِ حِيْـنـاً وبالـرَّايَـاتِ أحْـيَـانَـا
مَـاخـانَ منـهُـمْ كـريـمٌ عـهـدَه أبَــدَاًفالحُـرُّ يأبَـى جُـحُـودَ العَـهْـدِ كُفـرَانَـا
صَانُـوا الـجـوَارَ وزَادُوْا مِــنْ مآثـرِهِـمْيافخـرَ مـجْـدِي ْبـهِـم ْشِيْـبـاً وشُبَّـانَـا
تلـكَ الحَقـائِـقُ لاتخـفَـى عـلَـى أحََــدٍخيـرُ الأنـامِ بهـمْ قــدْ جــاءَ بُرْهَـانَـا
سَــلامُ ربِّــيْ عـلَـى طَــه َوأمَّـتِـه ِماصَـانَ ربِّـيْ علَـى الأزْمَــانِ قـرآنَـا
ياقـارِئَ الـذِّكـرِ أمْـعِـنْ فِــي تـدبُّـرِهِلاتـعـشَ عـيـنـاً ولا تـعـتـلَّ آذانَـــا
تَــرَ الحَـيـاة َبـهــدْيِ الله ِخـاشِـعَـة ًوتسـمـع الطَّـيـرَ بالتَّسبـيـحِ يَغشـانَـا
فـإنْ وعيْـتَ بــأنَّ الـذِّكـرَ مـدرسـة ٌفاسْجُدْ لمَنْ بالهُدَى والحَقِّ ربَّانَا


شعر: زاهية بنت البحر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://irhassat.forumalgerie.net
 
مقتطفات نقدية وتصحيحية لقصيدة (يا صحبة الروح) للشاعرة/زاهية بنت البحر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقتطفات نقدية وتصحيحية لقصيدة(أهواك) للشاعر محمود عدلي أحمد
» مقتطفات نقدية لقصيدة (وجع الأنوثة) للشاعر/سعد علي مهدي
» مقتطفات نقدية لقصيدة (يا صاح) ابراهيم سعيد الجاف
» مقتطفات نقدية لـ (نقطة الرحيل) نص الصديق/ محمود عدلي
» سياحة متواضعة في جسد قصيدة : صه يا حزين ـ للشاعرة/عزة راجح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إرهاصات قلم :: الفئة الأولى :: القراءات والدراسات النقدية-
انتقل الى: