رزئت فليس مثلي يا رشيد
تجرّحه المنية والوجودُ
رزئت وذا الزمان بلا وفاء
وهذا الدهر ليس له عهودُ
وهذا الموت يأخذ كل غال
كأنّ الموت يخطف ما نريدُ
وضمّ القبر بالأمس عزيزا
ونادى فاستجاب له الحفيدُ
وأضحى قرب جدّه مستريحا
ونعمَ الجار للجار الودودُ
فكان الجد بالقربى سعيدا
وخير الأهل ما ضمّ الصّعيدُ
أعزّي الأهل أم نفسي أعزّي
مصابي تقشعرّ له الجلودُ
إذا ما الموتُ حلّ بساحِ قوم
فلا يجدي الدواء ولا النّقودُ
ولا الطبّ يؤجّل كلّ موت
ولا العلم هنالك قد يفيدُ
ولا الأحزان تبرد حرّ قلب
ولا من مات بالدمع نعيدُ
كأنّ الحزن يغشى كلّ عرس
فيصبح مأتما ويموت عيدُ
وترميني النوائب كلّ حين
وعن غاياتها أبدا تحيدُ
فتدمي مهجتي وتقدّ قلبي
وجرح الدهر لا يبلى جديدُ
تحيط بيَ الهموم فأين أمضي؟
تقطّع دابري وكذا الوريدُ
وينحرني الأسى فيضيق صدري
كمن في البحر تخنقه القيودُ
فأقضي الليلَ مبتئسا حزينا
وليل البؤس والحزن مديدُ
وأبكي من تقاسمني رضاعا
وإنّي غير ذلك لا أجيدُ
وأبكي والدموع لها انسجام
تقرّحت المأقي والخدودُ
وأبكي ثم أسأل ويح نفسي
أتمضي يا رشيدُ ولا تعودُ؟
وأغدو في الحياة بلا شقيق
تقاذفني المصائب والشرودُ
وتوسعني الحياة صنوف همّ
فتبخل بالهناء ولا تجودُ
وأوشك أن أحيد عن الصواب
فتمنعني العقيدة والوعيدُ
فأومن صادقا بقضاء ربّي
وأنّ الله يفعل ما يريدُ
فصبرا في المصائب أل بيتي
وغير الصبر شيء لا يفيدُ