إرهاصات قلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى أدبي ثقافي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جدلية الوجه الآخر , بين مرارة الرؤيا وجرأة التشكيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الصالح الجزائري

محمد الصالح الجزائري


المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 17/03/2014
العمر : 64
الموقع : إرهاصات قلم

جدلية الوجه الآخر , بين مرارة الرؤيا وجرأة التشكيل Empty
مُساهمةموضوع: جدلية الوجه الآخر , بين مرارة الرؤيا وجرأة التشكيل   جدلية الوجه الآخر , بين مرارة الرؤيا وجرأة التشكيل Emptyالإثنين مارس 17, 2014 11:39 pm

لا أدر لم قفز لذهني هذا النص؟ , فلقد قرأته منذ أمد ..لكن فجأة أحسست بأن النص يناديني .
أوربما أنا أناديه, لست ادري !
لكن من المؤكد بأن أحداث بلدي سوريا , وراء دعوتي للنص .
المهم .. عاجلت وسحبته من ملفات الشاعر, ونسخته وأعدت قراءته مرات ومرات ....
وفي كل مرة أزداد التصاقًا بالشاعر حتى تقمصته , وشعرت بأن لسان حاله ينطق بذاتي.
حينها أدركت مرارة الذي مر به الشاعر, وبلده الجزائر الحبيبة , وما أمر به الآن في وطني سوريا ...
فصدقت المثل العربي (بأن النار لاتكوي إلا بموضعها )!
الشاعر الجزائري مؤمن من الطراز الرفيع , والعقلي , والكوني,والجديّ, وإلا لما ابتدأ بالفعل (كفرنا) إذ يتناول أرقى حالة إنسانية , وهي الإيمان بالله , وضدها الكفر.
فالماضي كفرنا , هو قمة الاستنكار المشوب بالغضب , والانفعال, واليأس , والحزن مما آلت إليه الأحوال , في تلك العشرية السوداء بالجزائر ,, ويسوقه مستفهمًا , لامقرًا بالكفر لاسمح الله , فنتيجة الاستفهام هي نحن إذن ملحدون وكافرون لأننا وصلنا إلى هذا الحد من القتل , والدم . وتركنا ما أمر به الله.
ولا يخلو هذا الاستنكار من جرأة زائدة , ناجمة عن قهر وغيرةٍ على المفهوم الروحي الصحيح , الذي لايجيز لإنسان قتل آخر , لاختلاف بالرأي والعقيدة .
يطرح الشاعر ( الذي أحترمه ) جدلية الحدين , والقيمتين , والجوابين , وهذه الجدلية تدخل في ثنائية الكون , فلكل كلمة معنيان , معنى قاموسي معجمي , ومعنى بلاغي بياني .
ولكل شيء قيمتان , قيمة حدّية , وقيمة مضافة .
ولكل سؤال جوابان , حواب نقلي حدي, كجدول الضرب . وجواب عقلي لانهائي ينبثق بأقيسة منطقية عن الواقع ....
لكن السؤال الحقيقي هل لسلم القيم الديني , والروحي , والأخلاق , وجهان ؟
يحاول الشاعر أن يؤكد بأن للدين ( أي دين ) وجه جميل واحد وهوكما أمر به الله , وكما أنزله .
ويرفض الشاعر الوجه الآخر الذي ابتدعه بعض الأشخاص , وجروا الدين إلى حيث يريدون لغايات دنيوية
ولم ينضووا هم تحت مظلة الدين الذي هو بالمحصلة قاعدة أخلاقية, إنسانية, راقية تدعو إلى التسامح , والمحبة وكل هذه المنظومة هي بالمحصلة أيضًا لخدمة الإنسان نفسه , والحفاظ على حياته , وحريته , وكرامته .
وهؤلاء يرفضون وجه الشاعر , ويعتبرونه وجهًا آخر !
تمكن الشاعر بالرغم من بساطة التراكيب , والمفردات , أن يعالج الموضوع ذي النبالة , والخصوصية المعقدتين
وأن يسوق النتيجة ويطرحها .
ثم يعود إلى الخلف محللا متناصًا مع مفردات دينية , وتاريخية واضحة المعالم والدلالات
ليفجر بوجه القارىء جدلية التساؤل , والاستفهام , والمقارنة بين ماهو كائن وقائم على الأرض والواقع , وبين مايجب أن يكون وما هو مفترض من رقي ومحبة وخير وجمال .
ويبقى الدافع لدى الشاعر صرخة صادقة يريد إيصالها إلى البشرية عمومًا وأبناء جلدته خصوصًا , بأن عودوا جميعًا إلى كلمة سواء . فالإنسان المؤمن , المتحضر , الراقي يستطيع أن يحاور حتى الحيوان الأعجم , فالحوار يصنع المعجزات .
تجرأ الشاعروعبَّر بدالات متناقضة , لدلالات متناقضة وهذا يحسب له ( خمر , ومساجد , ونفط , وصلاة , وبغاء ووو) وساقها سائلا ماذا لو رفضنا ماتقولون ؟
هل نعود لمحاكم التفتيش ؟
هل ستتحولون إلى قيمة سلبية بالمجتمع ؟
هل عجزتم عن سماعنا , نحن الذين نؤمن بحقكم بالاختلاف , ولا تمنحوننا هذا الحق ؟
ماالفائدة من قتلي وإنا غير مقتنع برأيك ؟
هل جربت إقناعي بالحسنى , وتمتعت بسعادة اقتناعي برأيك ؟
إلى متى سنبقى نغرف من ذات المصدر الروحي كلنا , ونكفر بعضنا بذات المصدر وكل يفسر على كيفه ويرمي الآخر , وكأن التناقض بذاك المصدر!؟
إلام , وعلام ,ووووو
أسئلة برسم الإجابة , من , وعن , وفي, الوجه الآخر


حسن ابراهيم سمعون

القصيدة:

الوجه الآخر


كفرْنا بربِّ السماءِ وبالبعثِ ،
نحنَ إذنْ ملحدونْ !؟
وإسلامُنا اليومَ أسطورةُ الأولينْ ،
وملحمةٌ خطَّها التّافهون ْ،
فنحنُ إذنْ تائهونْ؟!
وربُّنا برميلُ نفطٍ ودولارُ غرْبٍ ،
وكوبٌ منَ الأندَرينْ،
فنحنُ إذنْ زائلونْ؟!
و تُبْنَى المساجدُ في كلِّ يومٍ،
وبالقربِ منها بيوتُ البٍغاءْ ،
وحينَ نصلّي ،
نُقيمُ الصلاةَ كما يَأْمُرونْ ،
ونَبْغي كما يَفْرِضونْ ،
فنحنُ بيادِقُ لَهْوٍ بها يَعْبَثُونْ !
وأَعْدادُ دُورِ الفسادِ هُنا بِأَعْدادِ تلكَ السُّجُونْ ،
ونحنُ كما قدْ عهدتَ أخي صامتونْ ،
ولوْ جَرُؤَ المرْءُ فينَا بِرَفْضٍ لَقالُوا لهُ أَجْمَعُونْ:
لِتذهَبْ وربُّكَ للإِقْتِتَالِ فَإِنَّا هُنَا قَاعِدُونْ !!

شعر : محمد الصالح الجزائري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://irhassat.forumalgerie.net
 
جدلية الوجه الآخر , بين مرارة الرؤيا وجرأة التشكيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 27 ـ الوجه الآخر ؟!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إرهاصات قلم :: الفئة الأولى :: القراءات والدراسات النقدية-
انتقل الى: