إرهاصات قلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى أدبي ثقافي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أقلام نور أدبية بعيون الجزائري..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الصالح الجزائري

محمد الصالح الجزائري


المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 17/03/2014
العمر : 64
الموقع : إرهاصات قلم

أقلام نور أدبية بعيون الجزائري.. Empty
مُساهمةموضوع: أقلام نور أدبية بعيون الجزائري..   أقلام نور أدبية بعيون الجزائري.. Emptyالثلاثاء مارس 18, 2014 11:53 pm

1 ـ القاصّة نورة الدوسري..
...مع نورة الدوسري يجب أن تقف في الطابور! يجب أن تنتظرحتى يؤذن لك بالتقدم رويدا رويدا... هو انتظار للمتعة والترّقب الجميل...هو رعشة غريبة في انتظار وترّقب آتٍ برائحة الخبز فجرا حينما تكون تشعر بوخز ألم الجوع ! شعرتُ وأنا ألتهم الجمل بشيء يشبه الحلم ! تحولتُ إلى طفل صغير بريء (ساذج) يصدّق بأن القردة تتكلم ! تحولتُ في لحظات إلى هذا الطفل أتسلى برؤية القرود الثلاثة..الصور واضحة جدا جدا...أشجار الغابة ألامس ظلها..أعدومع القردة ..أتلهف لمن ستكون الموزة !؟ ترغمني نورة الدوسري على التوقف عند حكيم القردة..أسمعه..ثم أنطلق وفي نفسي سؤال : لماذا لم ترضَ القردة برأيه؟ إنه العدل! ثم ألحقُ بالقرود..إلى أن قادتني إلى شيء أحبه كثيرا النهاية السعيدة ) لأجمل القصص التي قرأتها وأنا في الابتدائي( ! وببساطة علمتني القاصة قيمة أخلاقية نفتقدها في عالمنا اليوم) الإيثار)..أن تتعّلم من الضعيف أيضا! وهي قيمة أخرى...
واستوقفتني جملة في (موزة وثلاثة قرود ) تقول القاصة في معرض سرد ووصف : وهو يضع إصبعه على رأسه ..فهمت الآن.... هذه الجملة تكررت حتى في (الطابور).. تقول القاصة وهي تتعرض إلى سرد ووصف حالة الحيرة والتساؤل
عند (أحمد) : وضع إصبعه على رأسه وبدأ يتحدث بصوت مسموع....اجتهدت في تأويل تكرار هذه الجملة بعينها فوجدتني أدرك قيمة الصورة المركزة عند القاصة، فهي أكثر من إشارة أو مجرد جملة تُساق في معرض وصف سردي..جملة وإشارة لها أكثر من دلالة ..فضربُ الجبهة مثلا تعبير عن محاولة التذكر..وضربُ الرأس تعبير عن شعور بالمصيبة وخيبة الأمل..ووضع الإصبع على الرأس حركة تعبيرعن إدراك حقيقة شيء بعد نسيانه.. والموقفان يكادان يكوّنان موقفا واحدا عند أحمد كما هو عند القرد ظريف....في (الطابور) قيمة أخرى ودرس آخر من دروس الحياة..استطاعت القاصة أن تشدنا إلى أحداث قصتها وتجعلنا نتتبع حركات وكلمات بطلها (أحمد ( وأدعوك لتتعمق في دلالة هذا السياق(نظر أحمد إلى الأرض بكل تركيز وكأن سنينه وقفت هنا و أحلامه التي كاد يقترب من تحقيقها تبخّرت خلف تلك السنين...) قدرة عجيبة في الوصف بألفاظ أقل ما يقال عنها أنها دقيقة، بسيطة، موحية ومعبرة..فالقاصة لاتعنى كثيرا بالتنميق والترادف، بقدر ما تترك العنان لتلقائية طبيعية خالية من التصّنع والتكّلف ..فتأتي التعابير صادقة والصور جلية واضحة..وانظرإلى نهاية القصة..(فهم الآن مستقبلي وأحلامي الجديدة وليست تلك التي تسربت من بين يدي ولم أحقق منها شيئا...)
فالواقعية هي ميزة القاصة..فهي بقدر ما تشكل من خيالها شخوصها وأبطالها إلا أن الأحداث أقرب من الواقع إلى الواقع نفسه..ورغم ذلك لا تفقد القصة سحرها الخيالي.. فنورة الدوسري تحسن السبك والحبك وتذويب الأحداث في سياق تمزج فيه بين الواقع والخيال بحرفية كبيرة..في (الغرباء) سرد قصصي بصورة لاتدع مجالا للشك بأن القاصة يمكنها كتابة الرواية! في هذه القصة القصيرة ملامح رواية بكل المقاييس تعدد الشخصيات، تعدد المواقف، طول الجمل، وصف الجزئيات، الحوار بشقيه الداخلي والخارجي، الانتقال الطبيعي والتدريجي لأحداث القصة بوتيرة طبيعية جدا ..
في(عالم من صور) تفننت نورة الدوسري في سرد ذكريات مخملية جميلة ساحرة..تمنيتُ لوكنت بطل تلك القصة لأفوز بتلك العروس التي فاجأتها الحجرة الملأى بصور أعادت الطفولة الهاربة من غربتها إلى عالم من سحر.. فعالم من صور قصة تكاد تكون أجمل قصص نورتنا الغالية.. شممتُ رائحة قصة لسيرة ذاتية .. فنورة الدوسري في هذه القصة تكاد تفصح عن كل شيء بجمل رشيقة، وعبارات عذبة ..هي في الكلام عن الحب والأشواق رائعة ساحرة دون تكلف ..طبيعية جدا ..(أغمض عيناي برفق وارتياح وأفتح بوابة شرفتي بسرعة.... )
أغمض عيناي..أفتح شرفتي... ننتظر شيئا فتفاجئنا بشيء آخر أجمل..وتأمل معي النهاية السعيدة الرائعة ..(..مازلت أبكي وأنا أتحسر على تلك السنين التي رفضت أن أكون معه ظلا يرافقه..) !!!
في (رائحة الخبز) كما في(الغرباء) تكاد تكون القصة رواية..فرائحة الخبز قصة مميزة تستحق أن تدرس على حدة..
عرفت نورة الدوسري بهذه القصة التي أجد لها رائحة في كل قصصها الأخرى، كما أجدل ها طعما خاصا..إنها الطفولة..إنها الذكريات..إنه الحي .. وعلى طريقة الكبار تفضي بنا إلى تلك النهاية بأجمل عبارة: (..كبرت وأنا مازلت صغيرة على الوداع كما لو كنت طفلة..! )
في قصص نورة الدوسري تكتشف لونا جديدا من التعبير، وقراءة أخرى للمرأة، للرجل ، فالنهايات التي تختارها نورة الدوسري كثيرا ما تجمع بين المرأة والرجل بأجمل شيء ممكن.. المرأة عند نورة الدوسري في هذه القصص غالبا ما تكون طفلة، أو كبيرة تعود إلى طفولتها، أو تتمنى لو بقيت طفلة ! والرجل لايمثل ذلك الشخص غير المرغوب فيه، أومحل شك .. نظرتها للرجل تختلف عن كثير من الأقلام...فاقرأ إن شئتَ (ورقة بيضاء ـ نهاية قصيدة ـ المتسولة.) ويبقى هذا الاختلاف والتنوع الذي كثيرا ماأشرت إليه وهو علامة مميزة لأقلام النور.. أختي نورة الدوسري لا أجد في الأخير إلا أن أدعوك لمنح نور الأدب أعمالك الجميلة تلك،لأنك جعلت مني فيما مضى شاعرا يتحول إلى مطالع مولع بالقصة القصيرة...
رجاء أخير: أرجو نقل أعمالك هذه إلى منتدانا:
موزة وثلاثة قرود
الطابور
الغرباء يتعارفون 1
الغرباء يتعارفون 2
عالم من الصور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://irhassat.forumalgerie.net
 
أقلام نور أدبية بعيون الجزائري..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أقلام نور أدبية بعيون الجزائري..2
» قصص أدبية جميلة
» قراءة في قصيدة الشاعر محمد الصالح الجزائري(بين جبلين) للأديبة فوزية شاهين
» قراءة في قصيدة الشاعر محمد الصالح الجزائري (التلاشي) للأديبة جهاد بدران

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إرهاصات قلم :: الفئة الأولى :: القراءات والدراسات النقدية-
انتقل الى: