... اعتدتُ منذ أن منّ الله علي بعمل وأنعم علي بالولد أن أمنح كلّ واحد من أهلي مقدارا من المال كل نهاية شهر ! ومازلتُ على عهدي إلى غاية كتابة هذه الاسطر... تلك طريقة الوالد ـ رحمه الله ـ وفاء مني لعهده العطر ، وواجب تجاه من منحوني أبوتي وتطييبا لخواطرهم ، وإرضاء لأم العيال... ولكنّ ما حدث هذا العام جعلني أعيد جميع حساباتي..وخشية أن يثور الأبناء ـ وقد صاروا شبابا يافعين ـ ويرغموني إما على الهروب أو التنحي أو أن أغيّر من طيبتي وحنوي عليهم أكثر من ثلاثين عاما!!! فأَنَسُ وهو أصغر الأبناء وأكثرهم قربا مني مازحا بعد استشهاد ـ البوعزيزي ـ بأن يحرق نفسه إن لم أشتر له حاسوبا محمولا !!! وطه وهو البكر ، ومن هواة الفيس بوك حذرني من أن يقود حملة هو وكل إخوته ضدي مطالبا برحيلي !!! أما الزوجة فلم تنبس ببنت شفة ... كهيئة الأمم تماما ..كالجامعة العربية أصلا.. حاولتُ أن أستعطف وأستميل بنتيّ أميرة والصغيرة أريج إلى جانبي وعبثا حاولتُ!!! في نهاية المطاف وجدتُ نفسي مرغما على تلبية رغبات الجميع حتى أحافظ على كرسي الأبوة ولو بقليل من الحسرة على انكسار أجزاء من جدار كبريائي...