.. سامحني يا أبتِ !
بعد رحيلك ..
بعت الحقل.. بعت المبنى..
وتخليت عن لغتي ،
غيرت ألفاظي القديمة..
سامحني يا أبتِ!
بعد رحيلك شارعنا اتسع قليلا ،
وسور مدينتنا ارتفع قليلا ،
وإمام مسجدنا أطال لحيته قليلا ...
تغيّرت الأشياء بعدك أبتِ..
تغيّرتْ كثيرا كثيرا...
وأصبح يزورنا من كان لايأتي...
فسامحني يا أبتِ !
سامحني يا أبتِ! ..
مفتي الديار يبتاع أسفارا ،
ويبيع روح الآي والسنّةِ...ِ
تغيرت المفاهيم يا أبتِ!
سامحني إذا لم أقو على الصمود أمام سرعة التغيير...
أصبحتُ لا أعرفني..
تراب قبرك أمامي حطام مبناك...
حتى الحجارة التي تحنو على قبرك بقاياك...
أنا على قبرك صنم..
تمثال بلا قيمة أثرية..
بلا معنى..
أنا على قبرك أعترف ..
نعم أعترف..
أنني كنت ولدا عاقا..
أضاع كلّ شيء فضاع ..
فسامحني يا أبتِ...