لَنْ نَعتَذِرْ
لَنْ يَنْحَنِي دَمُنَا الذي قَدْ بَلَّ أَرغِفَةَ الشَّوارعِ ...
والجَوَامِعَ وَالكَنَائسَ والنِّهَايَاتِ الحَزِيْنَهْ
لَنْ نَعتَذِرْ
عَنْ حَقِّنَا في أن نَعِيشَ كَمَا تَعِيشُ الأُغنِيَاتُ عَلَى الوَتَرْ
أَو مِثلَمَا تَحيَا الفرَاشَةُ بينَ أَحلام ِ الزُّهورِ ...
وَتَحتَ أَجنِحَةِ القَمَرْ
أَو مِثلَمَا تَغفُو الشُّموسُ ...
عَلَى بِحَارٍ مِنْ سَكِينَهْ
~*~*~*~*~*~
لَنْ نَعتَذِرْ
حَتَّى إِذَا اعْتَذَرَ الصَّبَاحُ عَنِ الضِّيَاءْ
حتَّى إِذَا امْتَدَّتْ أَظَافِرُ غِلِّكُمْ ؛
كِي تَخْمِشَ النَّجْمَ المُرَفرِفَ في الفَضَاءْ
فَلتُمْطِرُوا ظِلِّي بِأَحذِيَةِ الوُجُوهِ ...
وَبِالمُرُورِ عَلَى بِقَاعِ النُّورِ في قَاعِ البُحَيْرَهْ
إِنِّي أَثَاثُ البيتِ ...
أَعْمدَةُ الإِنَارَةِ لِلسَّفَائِنِ ...
والمَدَائِنِ والجَزِيرَهْ
إِنِّي رَغِيفُ الخُبزِ ، كُوبُ الشَّايِ ...
أُغْنِيَةُ الكَنَارِيِّ الطَّلِيْقَةُ ، والأسِيرَهْ
إِنِّي ضِفَافٌ لِلنَّهَارِ ...
وَسَاعةُ الإِغْفَاءِ في وَقتِ الظَّهِيرَهْ
إِنِّي الوِلادَةُ والشَّهَادَةُ ...
وَانْكِسَارُ الضَّوءِ في عَينِ الخَطِيئَهْ
إِنِّي الحَقِيقَةُ في زَمَانِ الزَّيفِ ...
فِي صُحُفٍ رَدِيئَهْ
هَا إِخوتِي فوقَ القَتَادِ عَلَى زِنَادِ القَلبِ قَدْ ضَغَطُوا ؛ ...
لِتَخرُجَ طَلقَةُ البُّقَعِ المُضِيئَهْ
هَا هُمْ صُقُورٌ فوقَ أَريَاحِ النِّدَا ...
وَالأَعمِدَهْ
يَنْسَلُّ طَعمُ الحُلْمِ مِنْ فِنجَانِ قَهوتِنا ؛
لِيَرسُو فوقَ جُدرَانِ النَّدَى ...
والأَفئِدَهْ
~*~*~*~*~*~
إِنَّا تَرَكْنَا في خَزَائِنِ أَرضِنَا
نَبْضَ الرُّفَاتِ : رُفَاتِ أُمِّي ...
كَي يَشُقَّ التُّرْبَ أَنْهَارًا مِنَ الوَجَعِ المُصَفَّى
إِنَّا أَتَينَا المَوتَ صَفَّا
مَنْ مَاتَ ، مِنَّا ، سَوفَ يُبعَثُ في وَلِيْدِهْ
وَلَسَوفَ تَعلُو فوقَ سَاحَاتِ الملامِحِ ...
بَسمَةُ الضَّوءِ العَنِيدَةُ مِنْ حَدِيدِهْ
إِنَّ الزَّمَانَ زَمَانُنا ،
إِنَّ الدِّيَارَ دِيَارُنَا ،
إِنَّا مُلُوكُ الكَونِ لَسْنَا مِنْ عَبِيدِهْ
~*~*~*~*~*~
هَذِي مَفَاتِيحُ السَّمَاءِ ...
عَلَى دِمَاءِ الأَرضِ قَد بَاتَتْ تُلَوَّنُ بِالسَّوَادْ
هَذِي الجِبَالُ مُحَاطَةٌ بِالغَيْمِ ...
تَنتَظِرُ الإِشَارةَ ...
بالبِشَارَةِ ...
بِانْتِفَاضَاتِ الرَّمَادْ
"فَلِكُلِّ فِعلٍ رَدُّ فِعلٍ" ...
لا يُواءِمُ ، بَلْ مُضَاْدْ
~*~*~*~*~*~
إِنَّا عَلَى طُرْوَادَةِ التَّارِيخِ أَلْقَينَا حِصَانَهْ
مَرَّ الضَّبَابُ عَلَى تُرَابِ الأرضِ مُرًّا
في شِعَابِ القلبِ ضُرًّا ...
يَجْرَحُ الأسْفَلتَ مُمتَطِيًا حَصَانَهْ !!
~*~*~*~*~*~
لا ثَأرَ بينَ النَّارِ والأَنهَارِ في عُرْفِ الطَّبِيعَهْ
خِصْمَانِ يَنسَجِمَانِ ...
يَلتَحِمَانِ كَانَا في الطَّلِيعَهْ
مَا بَعْتُ دَرعِي بَلْ رَهَنْتُ جَوَارِحِي ؛
كَي أَشْتَرِي لِلشَّمسِ عَينًا ...
مِثلَ عَينَيكِ الوَدِيعَهْ
يَا بَسمَتِي ، يَا دَمعَتِي ،
يَا لَحْظَةَ الصِّدْقِ التي تَحمِي فُؤادِيَ ...
مِنْ أَحَابِيْلِ الخَدِيعَهْ
~*~*~*~*~*~
لَمْ يَبقَ مِنِّي غَيْرَ حَرفٍ في صَحِيفَهْ
رِيشِ الحَمَامَةِ ...
رَعْشَةِ المَوتِ الخَفِيفَهْ
لَمْ يَبقَ غيرُ النَّزفِ من صَدري قَذِيفَهْ !!
قِدِّيسَتِي ، لا تَفزَعِي ؛
إنِّي أَتَيْتُ الآنَ كَي أُنْهِي اعْترَافِي
لِلثَّلجِ قَلبٌ أَسْوَدُ الإِحسَاسِ ...
لَكِنَّ الدِّمَاءَ عَلَى العُروشِ ...
نُعُوشَ مَنْ كَرِهَ الشَّهَادَهْ
إِنِّي خَتَمْتُ المَوتَ في وَرَقِ الوِلادَهْ
إِنِّي جَعَلتُ الذَّودَ عَنْ خَيْطٍ بِثَوبِكِ كَالعِبَادَهْ ؛
فَلتَطمَئِنِّي
لا لا تَخَافِي
فَالغُولُ والعَنْقَاءُ ......
، هَذَا كُلُّهُ ،
شَيءٌ خُرَافِيْ
~*~*~*~*~*~
مع أرق تحياتي
محمد السيد عبد الفتاح إبراهيم