إرهاصات قلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى أدبي ثقافي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقتطفات نقدية لقصيدة (وجع الأنوثة) للشاعر/سعد علي مهدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الصالح الجزائري

محمد الصالح الجزائري


المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 17/03/2014
العمر : 64
الموقع : إرهاصات قلم

مقتطفات نقدية  لقصيدة (وجع الأنوثة) للشاعر/سعد علي مهدي Empty
مُساهمةموضوع: مقتطفات نقدية لقصيدة (وجع الأنوثة) للشاعر/سعد علي مهدي   مقتطفات نقدية  لقصيدة (وجع الأنوثة) للشاعر/سعد علي مهدي Emptyالإثنين مارس 17, 2014 10:55 pm

سأبدأ هذه المرة بما سجلته من ملاحظات :
1 ـ لا غصنَ يحملُ في شذاهُ براعما ً
لا بحرَ يجعلُ من مداهُ نسيما
كل القوافي بنيتها مقطوعة (متفاعلْ) أو (فعلاتن) أي (///0/0 ) وهو أمر يجب الألتزام به لأنه جاء في الضرب وكذا في الشطر الثاني من من البيت الذي تقول فيه:
أما أنا .. فلديّ بعض تعاستي ترنو إلى قول ٍ أراه حكيما
2 ـ الأصل أن لا تمدد الألف في (أنا) في قولك :
وأنا وأنتَ وقسمة ٌ شاءت لنا
ليلا ً..نراهُ على الظلام بهيما
أما في قولك:
أما أنا .. فلديّ بعض تعاستي
ترنو إلى قول ٍ أراه حكيما
فيجوز لك أن تمديد الألف في (أنا) لأنك في موضع وقف بعد أن وضعت نقطتين!
3 ـ في هذا البيت:
يا مؤمنا ً بالله .. إنّ إرادة ً
وضعَت لنا فوق الجبين رسوما
وجدت السياق يحتاج إلى متمم في المعنى ، فمجيء اسم إنّ نكرة جعلني أعتقد (تأويلا) أنّ جملة (وضعت لنا....) محلها النصب أيضا على أنها نعت لـ (إرادةً) لا الرفع على أنها خبر؟! اللهم إلا إذا اعتبرنا خبر إنّ محذوفا وقدرناه بـ (موجودةٌ ) أو (كائنةٌ)؟!
4 ـ لا أدري لمَ رفعتَ (الأرض) في قولك:
ماذا يضيرُ الأرضُ لو في شهقة ٍ
منحت عصافيرَ الصباح كروما
... وسأواصل منطلقا من حيث انتهى أخي سعد :
مادمتُ أذكرُ آية ًمن خالقي
قالت( ويجعلُ من يشاءُ عقيما)
فالبيتُ يلخّص ، وبروعة، كل القصيدة ، على امتداد عشرين بيتا ! حيث أحسن القفل وأبدع في الخاتمة ، حين وضع تضمينا صريحا بنقله للآية 50 من سورة الشورى ، فكان خروجا رائعا ، وختما بديعا ، و مؤشرا يفضي بنا جميعا إلى خلاصة ونتيجة حتمية لا نختلف فيها أو حولها أبدا ، ولم يعد هناك مجال لأوجاع الأنوثة أو مبررّ لها ... فالوجع الذي نستشفه بين حروف الشاعر، نبض آلمنا قبل أن يوجع ألأنوثة! فسعد علي مهدي أقحم نفسه في الوجع ، وهو أمر ذو بال! فالبناء الدرامي ـ إن صحّ هذا الادعاء ـ جاء محكما كما في المسرحية :
حملت بساتينُ الظنون هموما
وتنفسّت رئة ُ السماء غيوما
ماذا ستمطرُ في غد ٍ أيّامُنا
والوقتُ يمضي مسرعا ً ولئيما
عِقدان مرّا .. والحياةُ رتيبة
وعذابُ قلبي ما يزالُ مُقيما
لا غصنَ يحملُ في شذاهُ براعما ً
لا بحرَ يجعلُ من مداهُ نسيما
وأنا وأنتَ وقسمة ٌ شاءت لنا
ليلا ً..نراهُ على الظلام بهيما
أن ينطلق من مشهد حزين وإن خالجه بصيص ضئيل خافت من جمال حين يرشّ الخلفية بألفاظ ترمز عادة إلى البهجة والنعمة والجمال (بساتين ، السماء ، المطر ، الغصن ، الشذى ، البراعم ، النسيم...) إلا أن هذه المفردات أصبحت رموزا لليأس والحيرة والأفق المظلم ! حين تجد المصراع الأول (هموما) والثاني (غيوما) وآخر المقطع (الظلام البهيم) ، فالصورة الأولى ، والمشهد الأول يوحي بأن الآتي من الأبيات يحمل الكثير من المفاجآت والاحتمالات دون أن يغادر أفهامنا خيط من الحزن ، وكوّة من الحيرة !
ويفاجئنا( سعد ) في المشهد الثاني حين يستنجد بالعقيدة بهذا النداء اللطيف ويجبر المتلقي مع المنادى أن يتدبّر الحقيقة ، فيقول:
يا مؤمنا ً بالله .. إنّ إرادة ً
وضعَت لنا فوق الجبين رسوما
ومشيئة ً للغيب نجهلُ سرّها
منعت علينا في الحياة نعيما
ماذا أرادت ؟ لست أدري.. إنما
قدَرُ الصَبور بأن يكون حليما
وطبيعة الصحراء عند جفافها
ترجو سحابا ً أن يكون كريما
فإذا تمادى الصيف في غليانه ِ
وجدَت بأشرعة السراب نديما
فانظر إلى الاستدلال وحسن التعليل ، وتلك الاستعارات والكنايات الجميلة ! فيضرب الأمثال ، ولله المثل الأعلى ، بالصحراء ! وقد أجاد في هذا إجادة شاعر مُجيد ...
ويعود للوجع مرة أخرى ، ويصرّح به علنا فيقول:
وجعُ الأنوثة أن يُصابَ شعورُها
بأمومة ٍ .. لتعيشَ فيه جحيما
وتعاسة الزوجين..عشّ سعادة ٍ
جعلتهُ ريحُ الانتظار هشيما
فانظر معي إلى الاستفهام الذي يحمل الرجاء والأمل، وبعده الصبر:
ماذا يضيرُ الأرضُ لو في شهقة ٍ
منحت عصافيرَ الصباح كروما
أو أنّ صوتَ الريح يصدقُ مرّة ً
ويكون بالعشب الجميل رحيما
جُرحَت طويلا ً كبرياءُ أنوثتي
وضمادُ صبري ما يزالُ عظيما
وفي الأخير يفسر لنا ما جاء في قوله آنفا:
وأنا وأنتَ وقسمة ٌ شاءت لنا
ليلا ً..نراهُ على الظلام بهيما
ويوجه كلامه إلى الرجل كواعظ حكيم فيقول:
يا أنتَ يا ملكَ الرجال..وفخرهُم
لقد احتملتَ من الرياح سموما
وجلستَ عند الليل ترقبُ غفلة ً
تهديكَ من سَهر ِ الظلام نجوما
إن كان لي ذنبٌ فأنتَ مُخيّر ٌ
وجديدُ جلدكَ لا يعيدُ قديما
مازال بعض الوقت يحملُ بهجة ً
ولديكَ ما يُبقيكَ فيه ِ وسيما
أما أنا .. فلديّ بعض تعاستي
ترنو إلى قول ٍ أراه حكيما
مادمتُ أذكرُ آية ًمن خالقي
قالت( ويجعلُ من يشاءُ عقيما)
وفي هذا المقطع بلغ الشاعر حد الروعة فحاكى فطاحل الشعراء ! فالحوارية التي انتهجها في عموم القصيد بلغت في آخر القصيد قوتها وعذوبتها ، لما تضمّنته من شفيف العبارة وعذوبة اللفظ وسلاسة السياق وتناغم الفكرة مع وضوحها وإشراقها ، ليكون آخر المشاهد حل للعقدة ونهاية للتأزم الدرامي !
ولا أخفي دهشتي ـ دون مجاملة ـ أن الكثير من شعراء الفصيح في منتدانا أعادوا إلى وجداني وإلى قلمي خاصة نبضه وحياته..فشكرا لك أخي الشاعر ـ سعد علي مهدي ـ لأنك جعلتني أرحل بعيدا مستمتعا مستأنسا بأعذب الأشعار وأرحب الصور...أخوك الجزائري..




القصيدة:

وجع الأنوثة..



حملت بساتينُ الظنون هموما


وتنفسّت رئة ُ السماء غيوما



ماذا ستمطرُ في غد ٍ أيّامُنا


والوقتُ يمضي مسرعا ً ولئيما



عِقدان مرّا .. والحياةُ رتيبة ٌ


وعذابُ قلبي ما يزالُ مُقيما



لا غصنَ يحملُ في شذاهُ براعما ً


لا بحرَ يجعلُ من مداهُ نسيما



وأنا وأنتَ وقسمة ٌ شاءت لنا


ليلا ً..نراهُ على الظلام بهيما



* * *


يا مؤمنا ً بالله .. إنّ إرادة ً


وضعَت لنا فوق الجبين رسوما



ومشيئة ً للغيب نجهلُ سرّها


منعت علينا في الحياة نعيما



ماذا أرادت ؟ لست أدري.. إنما


قدَرُ الصَبور بأن يكون حليما



وطبيعة الصحراء عند جفافها


ترجو سحابا ً أن يكون كريما



فإذا تمادى الصيف في غليانه ِ


وجدَت بأشرعة السراب نديما



* * *



وجعُ الأنوثة أن يُصابَ شعورُها


بأمومة ٍ .. لتعيشَ فيه جحيما



وتعاسة الزوجين..عشّ سعادة ٍ


جعلتهُ ريحُ الانتظار هشيما



ماذا يضيرُ الأرضُ لو في شهقة ٍ


منحت عصافيرَ الصباح كروما



أو أنّ صوتَ الريح يصدقُ مرّة ً


ويكون بالعشب الجميل رحيما



جُرحَت طويلا ً كبرياءُ أنوثتي


وضمادُ صبري ما يزالُ عظيما



* * *


يا أنتَ يا ملكَ الرجال..وفخرهُم


لقد احتملتَ من الرياح سموما



وجلستَ عند الليل ترقبُ غفلة ً


تهديكَ من سَهر ِ الظلام نجوما



إن كان لي ذنبٌ فأنتَ مُخيّر ٌ


وجديدُ جلدكَ لا يعيدُ قديما



مازال بعض الوقت يحملُ بهجة ً


ولديكَ ما يُبقيكَ فيه ِ وسيما



أما أنا .. فلديّ بعض تعاستي


ترنو إلى قول ٍ أراه حكيما



مادمتُ أذكرُ آية ًمن خالقي

قالت( ويجعلُ من يشاءُ عقيما )



شعر: سعد علي مهدي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://irhassat.forumalgerie.net
 
مقتطفات نقدية لقصيدة (وجع الأنوثة) للشاعر/سعد علي مهدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقتطفات نقدية وتصحيحية لقصيدة(أهواك) للشاعر محمود عدلي أحمد
» مقتطفات نقدية لقصيدة (يا صاح) ابراهيم سعيد الجاف
» مقتطفات نقدية وتصحيحية لقصيدة (يا صحبة الروح) للشاعرة/زاهية بنت البحر
» مقتطفات نقدية لـ (نقطة الرحيل) نص الصديق/ محمود عدلي
» دراسة نقدية بقلم الشاعر : أحمد الحلواني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إرهاصات قلم :: الفئة الأولى :: القراءات والدراسات النقدية-
انتقل الى: