إرهاصات قلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى أدبي ثقافي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الصالح الجزائري

محمد الصالح الجزائري


المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 17/03/2014
العمر : 64
الموقع : إرهاصات قلم

قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) Empty
مُساهمةموضوع: قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح)   قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) Emptyالأحد مارس 29, 2020 11:56 pm

01
قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) للأديب الموسوعي الراحل الحي ـ طلعت سقيرق ـ رحمه الله ـ
بدمع الأستاذ محمد الصالح شرفية الجزائري.

..هي الجرأة..الدهشة..علاقة حميمية بالحرف..بالنبض..بل بإنسانية الإنسان..وأيّ نوع من البشر؟! فالراحل الحي ـ طلعت ـ ظلّ يبحث عن حضن الوطن..بين يديه شعلة حبّ..في قلبه بركان حنين..في عينيه بريق أمل العودة..مفاتيح باب قلب الوطن ـ فلسطين ـ في سرّ حرفه..نبضه..شعره..كلِّ كيانه..فهذا كلّه شغلني وأدهشني والشاعر حيّ..والشاعر راحل حيّ..ومازال..قبّعات من ضوء الروح ديوان حاولتُ أن أتنسّم عبقه ..أتصفّحه..محاولا الغوص في ثناياه برفق ولين..فمن (مطر وشيء من دفاتر عابرة ..إلى يا ليت وليت..مرورا بجنازة منفى وهل طواك الموت حقا؟ ) مسافات من النور..من الضوء..من عصير الروح..حيث شكّل الوطن الحضور الملحّ..الكيان المتغلغل في الوعي واللاوعي..وبين حضور الوطن والوعي يومض الموت بين الفينة والفينة..
حيث يقول في (مطر وشيء من  دفاتر عابرة )
كانَ الكرسيّ على بعد ٍ مني
لم أعرفْ أنّ السيدَ كان الموتَ
ولم اسألْ عنهُ النادلَ  
..وحينما يفكّر قليلا يجد نفسه قد ابتعد كثيرا كثيرا فيقول:
فكرتُ قليلا
صار البيت ورائي
والشارع صار ورائي
والأحلام تمطتْ خلفي وانسحبتْ
لم أحملْ غيرَ كلام ٍ دونَ حروف ٍ  
صرتُ بعيدا جدا  
كلّ شيء في الوطن لا ينام ..حتى الخواتم لا تنام ..
يقول في : (حتى الخواتم لا تنام)
لي شارعٌ في حيـّنا بين الزواريبِ القديمة ِ
أشتري كلّ المواويل امنحي قلبي سؤالَ
الرقصةِ الأولى وهاتي شمعة َ العيدِ البعيدِ
ويصدمنا بحبّه الفيّاض الذي لا حدود له..يذكّرنا بالتصاقه الحميمي بالأرض فيصرّح في : (سيذكرني الناي)
.. سيذكرني الناي ذاتَ مساء ٍ
ويذكرُ  أنّي
صعـَدتُ الدروبَ جميعَ الدروب ِ
بخفقة ِ قلبي وهمسة ِ فنِّي
وما كنتُ يوما سوى ما أريدْ
زهورا وعطرا وروحا وحبا
وخفقا يضخّ دماء َ النشيدْ
..ويستمرّ المنفى هاجسا يحرق أوراق الشاعر أو يكاد..المنفى موتٌ ..جنازة ..ليل ثقيل ثقيل..يلوّن صوته بمسحة حزينة حيث يقول في: (جِنازة منفى )
جِنازةُ مَنفى
وليلُ المنافي ثقيلٌ ثقيلْ
جِنازةُ مَنفى
وكلّ المنافي هنا تستقيلْ
جِنازةُ مَنفى
فلسطينُ عادتْ
فأقبلْ وقبـّلْ هواكَ الجميلَ  
الجليلَ  الطويلَ
الطويلْ ..
..وبالرغم من المنفى..البعد عن الوطن..فالروح في الوطن..الوطن مُمْتَزج بالروح..مطر يضمّخ كلّ شيء..فتومض الحياة ضوءا ووردا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://irhassat.forumalgerie.net
محمد الصالح الجزائري

محمد الصالح الجزائري


المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 17/03/2014
العمر : 64
الموقع : إرهاصات قلم

قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح)   قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) Emptyالأحد مارس 29, 2020 11:58 pm

02
وياسمين..يدغدغ وجداننا بأبيات جميلات في : (مطر الدّوالي)
من يرسم الدنيا فضاءً واسعا
لا بدّ أن يجد السبيلا
لا تغلقِ الأبوابَ في وجه الضياءِ
وعشْ زمانكَ فالحياة جميلةٌ في كلّ ثانيةٍ
ستعطيك الجميلا
أنتَ الرداءُ لوردةِ العشقِ التمسْ
معنى التمتـّع بالحياةِ
وعشْ طويلا
..فنوسطالجيا الماضي تجعل الشاعر يخاطب ملهمته..وطنا..حبيبة..انعتاقا وحريّة..فسحة أمل حيث يخاطبها قائلا في: (مِسـْكُ البـَرّ )
فابدئي ما شئتِ
من عزفِ التمنـّعِ والتساقطِ
والتباعدِ والتقاربِ
حاولي أن تبدئيني
لأعيدَ للزمنِ النهارَ
منَ الظنونِ إلى اليقين ِ
..ولكن سرعان ما يعود الشاعر إلى أبجديات فلسفته بين البعد والقرب..بين البقاء والرحيل..ليكتشف أنّ للسراب منتصفا فيتشظى كل شيء لينشطر نصفين !! يقول في: (منتصف السراب)
.. ونصفُ شراعٍ يسافرُ
كلّ المحبينَ يمضونَ
نحوَ القصائدِ طيرا ونحلا
.. ونصفُ سرابٍ
هنا سكـّة تستطيعُ الخروجَ
ولا تستطيعُ
.. ونصفُ الشبابيكِ
تفتحُ سحرَ المنازلِ
كي تستميلَ لها العابرينَ وظلا
.. ونصفُ الحمامِ
.. وتبقى فرحة العيد..النصر..العودة المأمولة..الفجر القريب..يبقى كل هذا وذاك حلما له طعمه الخاص..له وقعه الخاص في وجدان طلعت ـ المواطن الفلسطيني ـ فيأمل قولا في: (عيد بحجمكَ يا وطن)
عيدٌ سيبقى رائعا يومَ اللقاء ِ
فأشعلوا للعيدِ عيدْ
يا أهلنا يا حبـّنا يا نورَ أعيننا
ودقاتِ القلوبِ .. وجوهـَنا ..
أشواقـَنا .. وملامحَ النور ِ
الجميلِ .. سنلتقي
سنردّ ُ للأرضِ الحبيبةِ وردَها
والشمسَ عرسَ الزغرداتِ وشالـَها
وسنلتقي ..
عيدٌ فلسطينيةٌ آمالهُ
عيدٌ سعيدْ
.. وحبّ الوطن عند الراحل الحي ـ طلعت ـ لا شيء يشبهه..فإن كان للعيد حجم ، فليس لحبّ الوطن حجم أو مقدار !! فانظر كيف يحفر داخل لحمه وجسمه وعمره حبّه لفلسطين..يقول في : (قبعات من ضوء الروح )
أحبكِ أحفرُ حبّكِ داخلَ لحمي وجسمي وعمري
وشمسي وهمسي وأعطيكِ فوقَ جميعِ
القصائدِ شعرا وعطرا وعمرا ...
وللعيدِ عيدْ
أحبكِ لا شيءَ يسبقُ حبي
ولا شيءَ يسبقُ عشقي
فأنتِ التي أشتهيها صباحَ مساءَ
وأنت التي أفتديها
صباحَ مساءَ
ووحدكِ في كل عمري
القريبِ البعيدْ
..غزّة..رمز كلّ مدينة في فلسطين السليبة..لذلك يخاطب الشاعر في غزّة بحرها يدعوه ليقوم صرخة لا تنتهي..نشيدا فعيدا..فيقول في: (يا بحر غزة نم شهيدا)
يا بحر غزة لا تنم ْ..
ما عادَ بالإمكان ِ
يا بحرا يجلله ُ الردى
أن نطفئ َ اليوم النشيدا
في كل شبر ٍ صرخة ٌ
في كلّ لفتة ِ طفلة ٍ
نار ٌ .. أسى ً
فلمن سنعطي؟؟...
والدماء ُ غزيرة ٌ
ما عادَ بالإمكان ِ
يا بحرَ الرّدى
قم ْ صرخة ً لا تنتهي
حتى يعودَ الماءُ ماؤك َ زهرة ً
تسقي بروعتها الشهيدا
وتمدّ للشطآن ِ من وعد ِ الصفاء ِ
نشيدها ..
عيدا .. فعيدا ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://irhassat.forumalgerie.net
محمد الصالح الجزائري

محمد الصالح الجزائري


المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 17/03/2014
العمر : 64
الموقع : إرهاصات قلم

قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح)   قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) Emptyالأحد مارس 29, 2020 11:59 pm

03
..ومرّة أخرى لا ندري أكان الشاعر يرثي نفسه ، صديقا ، وطنا ، أملا وعيدا مؤجّلا أم شهيدا ؟؟!! حيث يقول في : (هل الموتُ حقا طواكْ؟)
أحسّ بصدري جبالَ صراخ ْ
وأقسم ،، أقسمُ ،، أقسم ُ ،،
أني أراك ْ
تعلقُ كفك داخل معصم ِ روحي
وتأخذُ في سردِ أحلى الحكايات ِ
أضحكُ .. تضحك ُ
تدمع عيناكَ .. عيناي َ
هلْ كنتُ أبكي وتبكي
زمانا سيأتي ؟؟.
وهل كنتَ تعرفُ أعرفُ
أنـّي سأمشي وحيدا
وتدمع عينايَ أشهق ُ آخْ
مراياي َ دمع ٌ صراخٌ
فآخ ٍ .. وآخ ْ
..ونُدرك مع طلعت أن للروح كما للسماء مطرا ..يشربه ربيعا..يقول في: (مطر الروح)
كم أتمنـّى
أن أشربكِ ربيعا أخضرَ
حتـّى يدخلَ جسمكِ .. حسُّكِ
رعشةُ صوتكِ
همسةُ عشقكِ
مثلُ الدفءِ الضاحكِ أبدا
في أوردتي
أن أجمعَكِ ...
وأمضي سفَراً
في أزماني
..ويبقى لشاعرنا ـ عليه رحمة الله ـ بعده العربي..فكل أوطاننا وطن له..فلسطين موزّعة عبر جميع أوطاننا..فتأسره بغداد كما غزّة..تسكنه كما السيّاب..ينتفض..ينادي..في: (بغداد يا دمنا المباح )
فتأملوا
وتقاتلوا
وامشوا على جثث العبادْ
هولاكو عادْ !!..
الحقّ في زمن ِ التوحش ِّ
صارَ هزلا !!..
والعدلُ غابْ !!..
لا تخجلوا من أي شيء ٍ
وافعلوا ما تفعلون َ فلا عتاب ْ
لا تستروا عوراتكم ْ
ما دام يحكمكمْ غرابْ!!..
..ويلخّص الهمّ العربي..فيصيح:
لا تسألي بغدادُ عن شيء ٍ
ولا .. لا تعتبي
فجميعُنا
غرقى ببحر ٍ من قرفْ.. !!
..ويئرّخ للجرح النّزف..للشهيد..فيذكر قصة الإنسان في مطلقه والعربي خاصة..فيسرد في: (قصة عبد الر حمن )
عبدُ الرحمنْ
يا منْ قالَ سأرجعُ بعدَ قليل ْ
جيلٌ يمضي
يرحل ُ جيلْ!!
والساعةُ فوقَ جدارِ البيت ِ
انفطرَ القلبُ وظلّتْ ترقبُ
وقتَ العودهْ
منْ يعرفُ عبدَ الرحمن ْ
فليحملْ زهرة َ فل ٍ أو وردهْ
عبد الرحمنْ
رجل ٌ في السبعينْ
قبلَ شهور ٍ مات ْ
.. ويشير مذكّرا بالعدو الأزلي لنا جميعا..فتعود رائحة الموت في أشعاره ، حيث يقول في قصيدة عمودية قوية : (طبع الذئاب ) ميتٌ وأمشي في خطايَ تهافتٌ
...........ومرارةُ الدنيا رضابٌ في فمي
لا تطلقي ذئبَ الخداع فموجعٌ
.............أن تفتحي قبري بثغر ٍ باسم ِ
خلفَ الشفاهِ خناجرٌ لا ترتوي
............. وبنظرة العينين ِ نارُ جهنـّم ِ
حبٌ !!.. وخلفَ الحبِ قلبٌ كاذبٌ
....شوقٌ !!.. وحقدُك ِ يستطيبُ تحطّمي
.. ويعود بالذاكرة إلى وراء..إلى حيث ترك سلّة الذكريات..وبعد أن تلاشى المكان والزمان..فيعيد تشكيله في الذاكرة من جديد بلغة جميلة حزينة فيها الكثير من الحنين..يقول في: (على حائط داكن صورتان )
على مقعد ٍ ضائع ٍ تجلسين ْ
على مقعد ٍ شاخَ فيهِ الزمانُ
وضاعت ملامح كفيه ِ وهماً
بقايا كلام تناثرَ فوق المساءاتِ
أقولُ هنا كان بيتٌ وخيط دخانْ
وناسٌ يقولون أهلا وسهلا
ونامَ الزمانُ
وغابَ الحنانُ
وماتَ على العتباتِ الأمانُ
تلاشى الوئامُ
وضاع السلامْ
..وبعد الشعور بضياع السلام..يستسلم للنوم الطويل..هاجس الآتي..أصوات القادم المجهول..حزينا يبدو..متمثلا صورة الأم..الأم في المطلق..فيقول في: (سأنام طويلا !!)
أشعر ُ أنّي متعبْ!!..
يا أمي ..
كلّ مرايا العمر ِ انكسرتْ
وتشظّتْ أوراقُ الروح ِ
بقايا حبر ٍ أسود َ
كفّي عارية ٌ مني
والقلب ُ المجروح ُ
المأخوذ ُ
مِرارا ومِرارا ً
فوق رصيف ِ الدمعة ِ
يصلبْ
..ويلاحقه التعب..التعب من كلّ شيء..من العالم..من الدمار..من القتلى وأشلائهم..يقول:
أشعر أني متعبْ
هذا العالم مسكونٌ بضباب ٍ مجنونْ ..
أين الدفء ُ وأين الناس ُ ؟؟..
لماذا لا أبصرُ إلا جثثا تمشي ؟؟..
وكلابا تنبحُ ؟؟..
وعيونا يكسرها الذلّ
فآخْ
لصراخي ألفُ صراخ ٍ !!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://irhassat.forumalgerie.net
محمد الصالح الجزائري

محمد الصالح الجزائري


المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 17/03/2014
العمر : 64
الموقع : إرهاصات قلم

قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح)   قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) Emptyالإثنين مارس 30, 2020 12:02 am

04
آخْ
من منكمْ أبصرَ وجها يحمل ُ
بعضَ ملامح ِ إنسانْ
أشعرُ أنـّي متعب ْ
يا أمي
..وتستمرّ لغة الضياع..لغة التلاشي حدّ الفناء..حيث تسقط كلّ القصص وتنام..فيقول في: (ضاع المركب والملاح )
ذات ربيع ٍ مرّ وراحْ
ضاع المركب والملاحْ
صوتٌ وصدىً
وخطى ً حيرى
ذات صباحْ
سقطتْ كل القصص ونامتْ
وعلى السطر الأول ِ
بعد السطر ِ الثاني
بعضُ نواحْ
.. ويرتدي البحر الذي يكاد يجمع جميع الحكايات..يقول في: (أراقصُ فيك ذهول)
كأني بحبك أمشي
على صفحة ٍ من تجمّع كل اللغات ِ تفورُ
وتغلي وترفعُ عمرَ البساتين ِ عشقاً
وتأتي إلى صفحة ٍ من هواك ِالذي أفتديه ِ
خذي سكـّر َ العمر ِ عمراً وردّي قليلاً
منَ البحر ِ للبحرِ كي أرتديه ِ
فهذا الذي أنتِ فيه ِ
يكادُ بسحرِ جميع ِ الحكايات ِ يطلع ُ
من باب ذاتي بلاداً ترودُ بلاداً وحينَ
تمرّ ُ على شاطئ ٍ ...
سحرُ عينيك ِ كم أشتهيه ِ
خذي كلّ عمري
وردّي لبحرِ الكلام ِ الكلام َ
الذي أنتِ وحدَكِ فيه ِ ......
ويتخلّص لبعض الوقت من التعب..الضياع..فينسى شاعرنا أحيانا ..ويطوي نفسه فوق نخيل الآه..يقول في: (أحيانا أنسى )
أسألُ عن وقتي
عن ساعة ِ حلم ٍ قد تأتي
عن شمس ِ مرايانا
عن شجر الروحْ
عن روعة ِ فنجان ِ القهوة ِ
في كفـّين ِ ينامان ِ قليلا
ويطيران ِ قليلا
ويهزّان ِ الرائحة َ قليلا
فتشعُّ النظرةُ بالآمال ِ
وأطوي نفسي فوق نخيل ِ
الآه ِ قليلا
..ويصدمنا حدّ الدهشة ..حينما يعيدنا إلى لغته الأبدية..إلى روح روحه..إلى القدس..فيقول في: (رُمحُ وردة في باطن الكف)
القدسُ في قلبي
القدسُ في بابي
للقدس ِ أغنيتي
عينايَ ..أهدابي
..وتبقى القدس في قلبه..في وجدانه..في تفاصيل يومياته..فيصوغ كلّ ذلك في تدويره المبتكر..فيأسرنا وبحزن في: (القدسُ في قلبي .. )
.. تنامتْ أسئلةٌ نامتْ في سلةِ حزن ٍ ..لم أعرفْ كم سيطولُ الظلّ ُ على جرس ِ الأيام سأبكي حتى صباح الوقت الآتي ..هل يأتي هذا الوقتُ قليلا ؟؟..
قالتْ لا يأتي غيرُ دخانِ زمان ٍ مصلوبٍ في الذكرى ..
ولكي يستعيد كلّ شيء بعد نسي قليلا.. يستعيد طفولته ..هواءه..فيقول في:
(شجر مقدسي)
فلسطينُ هاتي يديك ِ احمليني
لكي أستعيد َ الطفولة َ من سارقيها
لكي أستعيدَ الهواء النظيفَ
وتسقطُ عندَ اصطدام ِ الرصاص ِ
بصوتكَ .. همسكَ.. جسمك َ
حلمكَ .. كلِّ الطفولة ِ
تبكي الشوارع ُ تصرخ ُ .. تصرخُ
يطلق وجهـُكَ ألفَ سؤال ٍ
وأنتَ القتيلُ الذي جاءَ يشهدْ
وأنت َ الدماءُ التي تتنهـّدْ
تطل على عالم ٍ صامتٍ
ثم تمضي إلى دمعة من فضاء ٍ
وتسقط.. تسقطُ ..
..ويستمرّ البحث عن النبض..عن القلب..وحين يشتدّ الحزن تسيل أعصاب العمر..فيصرخ (يكفي) في: (طيور في فضاء من حجر)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://irhassat.forumalgerie.net
محمد الصالح الجزائري

محمد الصالح الجزائري


المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 17/03/2014
العمر : 64
الموقع : إرهاصات قلم

قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح)   قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) Emptyالإثنين مارس 30, 2020 12:07 am

05
بقاياي يا عمرَ عمري ضجرْ
أدورُ وأبحثُ عن نبض قلبي
وقلبي حجرْ
مسحتُ دموعي
فسالتْ على الخدّ
أعصابُ عمري
فتات صورْ
فبالله.. يكفي
..ويبقى الماء حافظا أوحد للأسماء..يقول في: (ماء)
ماءٌ يسّاقطُ أغنية ً
ماءٌ يتراكضُ أمنية ً
تبقى الأسماءْ
كلّ الأسماءْ
في لغة الماءْ
حلماً وعطاءْ ..
..ويعود شاعرنا الأبي ـ عليه رحمة ربّي ـ إلى غزلياته الونية أو وطنياته الغزلية ليتساءل بتجاهل العارف في : (من أين تأتيك الصور؟؟..) حيث يقول:
ماذا سيحدثُ حينَ تأتيكَ الحروفُ
تدقّ بابكَ مرة ً أو مرتين ِ
تصيحُ منْ فرط الغرام ِ
عشقتُ فامتشقي الكلام َ
ودثريني ؟؟..
..ويحتظنه الوطن الأم..فلسطين التي تسكنه..التي تظلّ روحا لكلّ إبداعاته..تأتيه من الشوق فيه..من المستحيل ..هي حقّا بلاد لها عرسها ..فينشد في : (بلاد لها عرسها) بكل حرارة:
.. فلسطينُ تأتي
من الشوق فينا
من العشق فينا
من المستحيل ِ إلى المستحيلْ
تشدّ ُخيولَ الصباح ِ
وتسرجُ عنفَ الجبال ِ
وتعلي إلى الشمس تعلي
حدودَ الصهيلْ
هنا أرضنا
بيتنا
بحرنا
..فما أروع اشتعال الحروف في كلّ قصيدة شعر قبل اشتعال الأوراق..يصرّح في (أوراقٌ لم تكتمل بعد ..) قائلا:
لأجلكَ أنت َ
سأشعلُ كلّ َ الحروفِ
قصائدَ شعر ٍ
وأكتبُ في كلّ حرف ٍ
وداخلَ كلِّ الفواصل ِ
ما أروعكْ
..وكلّ ما في الدّرب حبّ..ويبقى الأمل في الصباحات التي ستجيء ذات عودة معطّرة بالحب..فتأمّل صباحات الوطن.. وفي قصيدته المدوّة البديعة (تصير الصباحات أحلى) يقول:
وكيف تصير الصباحات أحلى .. تقولين: إنّ الهوى سوف يبقى مع الشعر شعرا تغنيه ِ أحلى النساء ِ .. ترى هل أحبُّ؟؟.. وماذا تسمي ضياعك َ حتى التوحّد في كل شيء ٍ ؟؟.. ترى هل أحبّ ُ ؟؟.. وماذا إذن غير أنك تقطر حبا وعشقا وتدخل حتى الذهول الجميل ولا تستفيق سوى لحظتين ِ اثنتين ِ لتدخل حد الذهول الجديد..؟؟.. ترى هل أحبُّ؟.؟.. تحبّ .. تحب ّ .. تحبّ.. وكلك في الحب حبّ.. وكلك في العشق للعشق دربُ ..
..كلّ ما في الوطن بسمة بريئة..غضّة..كأميرة صاحبنا..يقول في : (تلك الأميرة) بلغة ضاحكة آملة حانية :
وتضحكُ تلكَ الصغيرة ُ
تلكَ الأميرة
ترمي إلى الشمس قبلَ الغروب ِ
حكاية َ بحر
وقامة َ وعد ٍ
بأنّ الوقوفَ الشموخ َ النهوضَ
مصيرُ الشجرْ
..ويستلهم من بنت الخال كلّ ما في الجمال من حسن..هدى الملهِمة الملهَمة..هدى كما صوّرها الراحل الحي..دفء المواويل.. وحتّى لا نخدش جمال الوصف نتركه يبوح بما في قلبه الحاني من حرقة الغربة والاغتراب والبعد ..فيقول في: (تمادى العمر في اللعبة !!)
صباحُ الخير يا دفءَ المواويل ِ ..
صباحُ الخيرِ يا عمرا
يصبُّ النورَ في عمري ..
صباحُ الخير ِ
بنت َ الخالْ
ترى هل تهطلُ الأمطار ُ في كندا
على أنغام ِ أغنية ٍ
تشابهُ وردة ً في الشام ِ عابقة ً
بكلّ مفاتن الدنيا ؟؟..
صباحُ الخير ِ
بنتَ الخال
كيفَ الحالْ ..؟؟..
صباحُ الخير يا عمرا من العمر ِ
هدى هل جئتِ من كندا
سلاماً ٍ يطرقُ الأبواب َ بالورد ِ ؟؟..
ويفردُ فوق أغنيتي
عهودَ الأهل ِ
في شمسين من عهدي ؟؟..
..ويستمرّ اللهج
هدى يا وجهيَ المسكونَ بالنور ِ
أضاعَ الهجُر كلّ طيور أحلامي
وصار القلبُ عصفورا على السور ِ
يرفّ فتطلعُ الأحلامُ ملتهبهْ!!
تطوّقُ بالصراخ التائهِ المجنون ِ
حدّ الصدر والرقبهْ..!!..
صباحُ الخير بنت الخال ِ
كيف الحال في كندا
وفي بيروتْ ؟؟!!..
وفي القدس ِ
أما زالتْ خيول النصر ِ تائهةً
تمدّ صهيلها وتموتْ؟؟!!..
..ويستمرّ حضور الشهداء بكل عطر الشهادة في حرف طلعت ، حيث يصرّح بكل ذلك الحضور الشامخ في (جنين يا رئة الشموخ)
يزهرُ الحلم ُ الجميلُ ويطلقون َ البحرَ بحراً زاخراً يبقى على مر ِّ الزمان ِ يذكّرُ الآتين َ كيف َ تسابقَ الشهداء ُ فارتدت ِ البلاد ُ دماءهمْ شجراً يفيض ُ من الشموس ِ شموسهم ْ وسماءَهم ْ والبحر َ والشطآن َ والقمرَ الجميل ليزهر التفاح في شمس الأصيلْ ..
ويستحضر مرّة أخرى (الأم) ..حبّ الأم ..فيقصيدة حانية صادقة ..فيقول في: (حبك يا أمي)
أمّي يا نورَ الرحمن يا قلبي روحي وكيــاني
يا أروعَ وترٍ في صوتي يا دفءَ الوجد بألحاني
أمّي غنيتك ِ فانفتحتْ دنيا من عشق ٍوأمـــــــــانِ

..ويعترف شاعرنا بحجم حبّه..فيقسم صادقا يمينا غير حانث..فيقرّ في: (حين اشتبكتُ بذاتي )
من الصعبِ أن تندهَ الذكرياتُ
وتنأى يدايَ بناي الزبدْ
تعريتُ حين اشتبكتُ بذاتي
وكنتُ أجرُّ زماني .. خطايَ ..
أجرّ انكسارات قلبي ..
تعرّيتُ من كلّ شيء ٍ
تمددتُ فوق الرصيف قتيلا
وأقسم إني أحبك حبا يفوق التمني
ولن يعرف العشق مثلي أحدْ
ولكن تعالي
لنبقى طويلا بباب البلدْ
..كالرحّلة..كالمسافر الذي يرسم وجهته إيمانا منه بالعودة إلى فلسطين ولو محمولا على الأعناق..يتشظى قلبه ألما وأسى في عالم خانق ظالم غاشم..حيث يعلن ذلك في : (خارطة للزمن المصلوب)
كسروني منذ سنينْ
لن تجدي في صدري إلا الآه
كم أنسى أن آخذك لقلبي
أصرخُ هذا العالمُ
لا يتسعُ لوردة ِ عاشقة ٍ
هذا العالم شاخ على كتفي
وأنا عكاز الليل المأفون !!
لا أبحث عن أنثى
لا أبحث عن جسد يتعرى
مصلوبٌ عمري منذ سنينْ!!
أبحثُ عن وطنٍ يرفع رأسي !!
قتلوني بدل المرة مرات !!..
عروني حتى من جلدي !!
يا امرأة !!
لا أبحث إلا عني !!..
في الوقت المهدور
قد أجد على سكة زمني
شيئا من جثة عمري
في قبر ٍ حفروه لدفني !!..
..ويفلسف صاحبنا حتّى الظلّ فيجد له ظلاّ..وبقايا ظلّ..متاهة أخرى يدخلنا ثناياها فنشعر بالمعاناة..معاناة شاعر لا يشبه إلا نفسه ! فيلخّص ذلك في: (ظلّ)
ظلّ للظل
ظلّ للفل
للقامة ِ ظلّ
أرض ٌ وسماءْ
وبقايا ظلّ
..ويحاول الغريب أن يبتعد عن نفسه..عن ذاته..ولكن هيهات ! يصطدم بالحقيقة المؤلمة الحزينة..بلحظة آه !! فيرسم لنا تلك الصورة الحزينة في هذا العنوان المعبّر الدّال : (عربات التوجّس) فيقول:
يمرّ الغريب الذي في خطاي
ويضحكُ
يضرب جلد الهواء بكفين عاريتين ِ
من العظم واللحم ... منّي
أسير على شوك روحي
وأسقط عند التقاء الفواصل ِ
ما بين .. قبلي ..وبعدي
وأصعد ... أصعدُ
حتى ارتطام زماني
بلحظة ِ آه ٍ
على صدر نايْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://irhassat.forumalgerie.net
محمد الصالح الجزائري

محمد الصالح الجزائري


المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 17/03/2014
العمر : 64
الموقع : إرهاصات قلم

قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح)   قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح) Emptyالإثنين مارس 30, 2020 12:08 am

06
..القميص الرمز..استحضار الموروث ..محاولة العودة إلى الطفولة..فيصرخ طالبا بعض حقوقه في الأمنيات..في الأحلام..يقظة على واقع متشظٍّ..بعد هجعة يسيرة..ينتهي الحلم..يقول في: (قميص الروح)
أعودُ مقتولَ
الشروع بغسل أحلامي الصغيرةِ
كم تمنيتُ
الرجوعَ إلى الطفولةِ يافعا ويردّني
صوتُ ارتطامي بالزجاجِ
المستحيل على المرايا
أشتري منكمْ صلاتي
فامنحوني ما تبقـّى من زمانٍ
وامنحوني كأسَ أحلامٍ
تشظـّى في الظلامِ
عبرتُ نحوي
كي أردّ قميصَ
وقتي للزمانِ
فتهتُ في وجعِ
النخيلِ
ولمْ أنمْ إلا قليلا ..
..اليقظة مباغتة..الحلم وجيز..صورة وامضة من دمع ودم ..وثواني..يهوي الجدار..وإذا بالشاعر بقايا من دخان..صورة تقدّمها لنا قصيدته (بقايا من دخان )
القلب جاع للحظة ٍ
وهوى جداري
هي صورة ودمي ودمعي
كم مرّ من وقت ٍ ؟؟..
وما زلنا معا ؟؟..
هي صورة ٌ
وأنا بقايا من دخانْ
ويَختتم ديوانه بالتمني..والأمنيات قد لا تتحقق ! وفلسفة الشاعر الموسوعي جلية كالبلّور..الحقيقة الفاضحة..ويستمرّ هاجس العودة..تستمرّ الأمنيات ..تدور في فلك ..ليتَ وليت..حيث يقول في: (يا ليت وليت)
في حلم لم يعبر من بابْ
سقط الأحبابْ
رفعوا الأنخابْ
ومضوا في سلة واحدهمْ
قصصُ الغيابْ
وأقول وليتْ
يا ليتَ وليتْ
في يوم من أحد الأيامْ
أخرجتُ الجرحَ من الأعوامْ
ومع الماضينَ هناك قضيتْ
يا ليت وليت !!..
يا ليت وليتْ!!
الخاتمة :
أشعار أخي الراحل الحي ـ طلعت سقيرق ـ عالم لا حدّ له سوى الدّهشة تتلوها أخرى..عالم مفتوح..الحرف بقصيدة..القصيدة بإلياذة ..والإلياذة بكون من الأشعار!! رحمك الله يا أخي ! روحك عادت إلى وطنك فلسطين لتنزع عنها عناء الغربة والبعد والاحتراق..عادت لتسامر أرواح من أحببتَ وتضيءَ صباحاتِ الأبرياء في كلّ شبر من الوطن !! فأنتَ قد وُزّعتَ في الأوطان حرفا مضيئا وفجرا مشعّا..وصرخةً لن تخفتَ حتّى العودة..نعم حتّى العودة..فَنَم مطمئنّا في الخالدين..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://irhassat.forumalgerie.net
 
قراءة هامسة في ديوان (قبّعات من ضوء الروح)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءة تأملية في ديوان ( آخر السفن )
» قراءة في نص (ماض ومرآة) للدكتور الناقد : عبد الحافظ بخيت متولي ـ مصر
»  مصافحة أيادي الألم ـ قراءة وامضة لنص الأستاذ محمد محفوظ ـ
» مقتطفات نقدية وتصحيحية لقصيدة (يا صحبة الروح) للشاعرة/زاهية بنت البحر
» قراءة في قصة عصا الأعمى..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إرهاصات قلم :: الفئة الأولى :: القراءات والدراسات النقدية-
انتقل الى: