ماض ومرآة
مدخل رمزى مقصود - سيدى - وموضوع بعناية ليخلق شعرية العنوان عبر مفارقة جميلة بين زمن مهاجر وزمن مقبل اكتسب الزمن المهاجر صفته الأصلية لا لسلطة الماضى التى تؤطر الحاضر وترسم الخطوط العريضة للمستقبل وإنما لكونة محور ارتكاز المستقبل متجاوزا الحاضر وهذا ما كشفت عنه نهاية النص التى توقفت عند الماضى فقط"وأرى وجْهيَ فيكْ ،
مثلما بالأمس أضحى.. ما تغيّرْ!!" وزمن مقبل يشكل كل امنيات الشاعر فى الوصول الى حاتلة اعتراف الرمز / الحبيبة به كونه كيان يسعى الى خلق تماهى يحيا به لذلك توالت افعال الامر الداخلة فى نطاق الرجاء لكنه امر كالهمس محب الى نفس المأمور وكاشف عن لوعة الآمر وهذا يجرنا الى القول بأن عنوان النص يصبح جزء من متنه وهذا التشكيل يشكل قمة الوعى ويلغى مقولة ان العنوان مختزل برجماتى لنص لا هنا نقول ان النص يحتاج الى عنوان ولذلك يمكنا ان نضيف العنوان الى كل افعال الامر فى النص فيحدث التماهى الموازى" احضنينى ماض ومرآة / خبئينى ماض ومرآة" وهكذا وهذا التوظيف يصبح الى حد بعيد مشابه لتوظيف تيار الوعى فى القصة وتوظيف معطيات الشعر هنا يدل على نبل الهدف فى خلق معادل بين الذات والقصيدة بكل مكوناتها الموسيقية والشعرية وهذا يشير ايضا الى ان النص يحمل قيم الجمال والخير والشفافية وكأنا ايضا نقرا شعرا داخل نص شعرى شعرا يرواح بين الماضى المهاجر والمرفوض وبين المستقبل المنشود المرغوب وهذا التوظيف يفتح الباب امام كونية النص وصلاحه لكل زمان لانه خلق من الزمن الميتافيزيقى زمنا شعريا طافحا بالجمال وفلسفة الرؤيا عبر انزياح لغوى مفرط فى وعيه فالشاعر هنا ايضا لعب على وعى اللغة بامتياز فى معمار النص وعرج على لاوعى اللغة فى توظيف الانزياح
كم انت رائع وجميل سيدى الجميل