قصيدةٌ أكثرُ من عبقرية
تحيةٌ بحجم الوجعِ العربي السوري ...
المصري العراقي التونسي اللبناني .... والبقيةُ تأتي
تحيةٌ لشاعرنا الكبير / محمد الصالح الجزائري
*** *** ***
(بالأمسِ..حُوصِرَ أَحْمَدُ ..
،مِنْ قَوْمِهِ .....!!!،
بِضْعَ سِنِينْ
بالأمس جاعْ
أتباعُهُ اليومَ جياعاً يصرخونْ
..................
...........
.......
في يومِ ميلادٍ حزينْ)
*** *** ***
الجوعُ .... هو مركز ثقلِ المقطعِ الأولِ . كم أتمنى من أخي الشاعر القدير (محمد الصالح) أن يفردَ له مساحةً أكبرَ ؛ فالجوعُ هنا ليس حِسيًّا فقط بل معنويًّا أكثرَ ؛ وكم كنتَ رائعًا /شاعرنا/ في استدعاءِ حصارِ قريشٍ لسيدنا محمد وأصحابه ، بالمعادلِ الحديثِ لحصارِ سوريا . لكنني أعيدُ على سيادتكم أمنيتي في إعادةِ النظرِ في تفعيلِ معنى الجوعِ الحسي والمعنوي : الذي أعتبرهُ القنبلةَ الموقوتة .
(2)
وطني المحاصَرُ بالمحنْ
جسدٌ تَمدّد في العراءْ
لا حِلْسَ يَلبَسُهُ..يُواري سَوْأَتَهْ !!
صار كأوّلِ خَلْقِه..ماءً وطينْ !!
*** *** ***
(صارَ كأَوَّلِ خلقهِ) هنا مربطُ الفرسِ . أولُ الخلقِ في النزولِ من الجنةِ ليكابدَ أنانيةَ البشرِ ، ليَعرَى فلا يجدُ من يُستره بورقةِ توتٍ ... (تواري سوءَتَهُ) !! . وطني الذي أنجبَ من يقتلُ أخاهُ ؛ من أجلِ سلطةٍ زائلةٍ . وطني المحاصرُ بالذكراتِ الكئيبةِ . صارَ ماءً وطين !! فقط (ماءً وطينْ) ؛ فقد فقدَ روحَهُ مع من فقدهم . أبدعتَ /شاعرنا/ في هذا المقطعِ
(3)
صرخَ الوليدُ من الألمْ
كانَ صراخُهُ كالأنينْ
قال :سأشكو خالقي
ظُلمَ جميعِ المُسلمينْ !!
*** *** ***
هنا مرجعُ المنهجِ الإلهي : الرجوعُ إلى الخالقِ .
(صرخَ الوليدُ من الألمْ ...كانَ صراخُهُ كالأنينْ)
أتمنى من شاعرنا إعادة النظرِ في (كان صراخه كالأنين) ؛ فانطلاقةُ العلاقةِ بين الشطرتين تتضحُ في (صُراخه كالـ ) ، ومفردةُ الأنينِ لم تُفجر المعنى المراد . فقط أرجو استبدالها بما يُفجرُ هذه العلاقةَ المركبةَ بين الطفلِ وصرختهِ التي كالـ ..........
*** **** ***
في نهايةِ المقطعِ أعجبني تقطيعُ القصيدةِ إلى مقاطعَ ؛ كما تَقَطَّعَ الوطنُ ، قهو المعادلُ النفسي لما يحملُهُ قلبُكم الكبير .
مودتي وخالصُ شكري على هذه التحفةِ الشعرية.
محمد السيد إبراهيم
ملاحظة: تمّ تغيير ما أشيرإليه في القراءة..(كان صراخه كالأنين) بـ (هزّ المخيّم بالأنين)